قلت أتابع الانتخابات الأميركية, أتابع الحوارات التي تجري, والصراعات بين الحزب الجمهوري والديمقراطي.. يا ترى هل لديهم (مناديب) مثلنا على الصناديق؟ وهل سيوعز مدير الحملة الخاصة في (ترمب), بتوزيع وجبات (كبسة) على المناديب.. من مطعم (أبو علي).. لا أعرف
قلت أتابع باهتمام, لكن الإختلاف أن مرشح الحزب الديمقراطي (بايدن) لديه منظومة من الحرس الفيدرالي ترافقه, لديه طائرة من الحزب لجولاته.. ولديه مكاتب ومعاونون وسكرتاريا... تقريبا مثلنا, فقد تسربت إشاعات أن بعض (الزعران) يحظون بدعم بعض النواب السابقين...لا فرق بين الحرس الفيدرالي (والزعران), المهم هي الأصوات في النهاية.
إذا فاز بايدن أظن أنه لن يكون هنالك (طخ لأبو موزة), نحن مخرجات الديمقراطية مرتبطة بالطخ (لأبو موزة).. وهذا هو الفرق الجوهري بيننا وبين الديمقراطية الأميركية, هي أصلا ديمقراطية ثنائية.. لايوجد فيها اتجاهات, ولايوجد انقسامات بين (الأفخاذ).. نحن نتفوق عليهم بأن انتخاباتنا ليست ثنائية, فمن الممكن أن ينشق (الفخذ) الفلاني عن إجماع العشيرة.. ومن الممكن أن تقدم العشيرة (15) مرشحا دفعة واحدة, بعكسهم تماما فالديمقراطية الأميركية مرتبطة بصراع حزبين فقط.. أصلا لايوجد لديهم (فخاذ) في الحزب مثلنا.. نحن أضفنا إلى المشهد الديمقراطي نظرية (الأفخاذ).
نحن أيضا طورنا في المفهوم الديمقراطي, جعلنا عمدان الكهرباء أهم أجزاء الدعاية الإنتخابية, هم اعتمدوا على «الفيسبوك» ومواقع التواصل الإجتماعي, بعكسنا فقد أشركنا الطبيعة في العرس الديمقراطي, لاحظوا الدعاية لدينا تعلق على الأشجار, على العمدان.. السيارات, أسطح البنايات.. ومن الممكن تعليقها.. على ظهور الفتية والفتيات.. وهذا يدل على تفتق العبقرية الديمقراطية لدينا, بحيث نقلناها من البشر للطبيعة... هل يوجد أجمل من منظر شجرة تحمل صورة مترشح/ مترشحة.. مثلا؟!
الديمقراطية الأردنية لها جانب متفرد عالميا أيضا وهو (الفزعة), فالرسائل التي تأتيني على «الواتساب» تركز على فزعتي.. (بدنا فزعتك معنا أستاذ), بعكس المجتمع الأميركي فهم لايوجد لديهم نظرية إسمها (الفزعة).. نحن أنتجنا ما يسمى بالحماس الديمقراطي والفزعة مفهوم شامل.. مرتبط بالهوشات, بزغاريد أم العبد في حال فوز فتحي, مرتبط بقذف الحجارة.. مفهوم معقد تم إدماجه مع العملية الديمقراطية بحيث أنتجنا الحماس.. في أميركا لا يعرفون مفهوم أو معنى الفزعة أبدا.. حتى (القناوي) لا يعرفونها.
أنا أعتقد أن مجيء السفير الأميركي مبكرا إلى الأردن وقبل انتخاباتنا, مرتبط بعملية دراسة للديمقراطية الأردنية.. وبعملية محاولة استيراد النموذج..
[email protected]
